الغنوي عن أبي الطفيل قال قال ابن عباس أتدري ما كان أصل التلبية قلت لا قال لما أمر إبراهيم عليه السلام أن يؤذن في الناس بالحج خفضت الجبال رءوسها له ورفعت له القرى فنادى في الناس بالحج فأجابه كل شيء بلبيك اللهم لبيك فهذا وجه وقيل أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين لإبراهيم عليه السلام وتم الكلام ثم خاطب الله جل وعز محمدا عليه السلام فقال وأذن في الناس بالحج أي أعلمهم أن عليهم الحج والوجه الثالث أن هذا كله مخاطبة للنبي ﷺ وهذا قول أهل النظر لأن القرآن أنزل على النبي ﷺ فكل ما فيه من المخاطبة فهي له إلا أن يدل دليل قاطع على غير ذلك وههنا دليل آخر يدل على أن المخاطبة للنبي عليه السلام وهو أن لا تشرك بالتاء وهذا مخاطبة لمشاهد وإبراهيم عليه السلام غائب فالمعنى على هذا وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت فجعلنا لك الدلائل على توحيد الله جل وعز وعلى أن إبراهيم كان يعبد الله وحده فلا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وأذن في الناس بالحج قيل المعنى أعلمهم أنك تحج حجة الوداع ليحجوا ( يأتوك رجالا ) نصب على الحال ( وعلى كل ضامر يأتين ) فيه ثلاثة أوجه يأتين لأن معنى ضامر معنى ضوامر فنعته بيأتين وفي بعض القراءات ( يأتون ) يكون للناس قال الفراء ويجوز يأتي على اللفظ
٢٩
وقرأ أهل الكوفة بإسكان اللام وهو وجه بعيد في العربية لأن ثم يوقف