ولعمري أنها صحيحة عن ابن عباس ولكن إذا تدبرت ما في الحديث رأيت الحديث نفسه قد أوجب أن يقرأ ( عند ) لأن سعيد بن جبير احتج على ابن عباس بالمصحف فقال في مصحفي عند وهذه حجة قاطعة لأن جماع الحجة من كتب المصاحف مما نقلته الجماعة على أنه عند ولو كان عباد لوجب أن يكتب بالألف كما كتب ﴿ بل عباد مكرمون ﴾ واحتجاجه بأنه رد لقولهم بنات لا يلزم لأن عبادا إنما هو نفي لمن قال ولد لأنه يقع للمذكر والمؤنث والأشبه بنسق الآية قراءة من قرأ ( عند ) لأن المعنى فيه وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن أي لم يروهم إناثا فكيف قالوا هذا وهم عند الرحمن وليسوا عندهم ( أأشهدوا خلقهم ) قراءة نافع وأما سائر القراء فيما علمنا فإنهم قرءوا ( أشهدوا ) وهما قراءتان حسنتان قد نقلتهما الجماعة والمعنى فيهما متقارب لأنهم إذا شهدوا فقد أشهدوا وقوله جل وعز ﴿ أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ﴾ يدل على قراءة من قرأ ( أشهدوا ) والأخرى جائزة حسنة قال جل وعز ﴿ ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ﴾
٢٢
هذه القراءة التي عليها اجتماع الحجة واللغة المعروفة والأمة الدين ومنه ﴿ كان الناس أمة واحدة ﴾ أي على دين واحد وقراءة مجاهد وعمر بن عبد العزيز رحمه الله ( على إمة ) بكسر الهمزة ( وإنا على

__________


الصفحة التالية
Icon