١٨
هذه القراءة التي عليها حجة الجماعة وقد حكى أبو عبيد أن في بعض مصاحف الكوفيين أن تأتيهم وقرىء على إبراهيم بن محمد بن عرفة عن محمد بن الجهم قال حدثنا الفراء قال حدثني أبو جعفر الرؤاسي قال قلت لأبي عمرو بن العلاء ما هذه الفاء في قوله ( فقد جاء أشراطها ) قال هي جواب للجزاء قلت إنما هي ( أن تأتيهم ) فقال معاذ الله إنما هي أن تأتهم قال الفراء فظننته أخذها عن أهل مكة لأنه عليهم قرأ قال وهي في بعض مصاحف الكوفيين إن تأتهم بسنة واحدة ولم يقرأ بها أحد منهم قال أبو جعفر ولا يعرف هذا عن أبي عمرو إلا من هذه الطريق والمعروف عنه أنه قرأ أن تأتيهم وتلك الرواية مع شذوذها مخالفة للسواد والخروج عن حجة الجماعة ومن جهة المعنى ما هو أكثر وذلك أنه لو كان إن تأتهم بغتة لكان المعنى يمكن أن تأتي بغتة وغير بغتة وقد قال الله جل وعز ﴿ لا تأتيكم إلا بغتة ﴾ ( فقد جاء أشراطها ) جمع شرط أي علاماتها قال الحسن موت النبي ﷺ من علاماتها وقال غيره بعث النبي ﷺ من علاماتها لأنه لا نبي بعده إلى قيام الساعة وقد قال عليه السلام أنا والساعة كهاتين قال محمد بن يزيد وإنما قيل شرط لأن لهم علامات وهيئات ليست للعامة ( فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم ) قال الأخفش أي فأنى لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة

__________


الصفحة التالية
Icon