٢٣
ثم قال جل وعز بعد
٢٤ وقد تقدم وصفهم بالصمم والعمى فمن أصح ما قيل في هذا وأحسنه أن المعنى أولئك الذين لعنهم الله فلم ينلهم ثوابا فهم بمنزلة الصم لا يسمعون ثناء حسنا عليهم ولا يبصرون ما يسرون به من الثواب فهذا جواب بين وقد قيل أنه دعاء وقد قيل أنهم لا يسمعون أي لا يعلمون وقد تأول بعض العلماء حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ إن الميت ليسمع خفق نعالهم أي ليعلم وتأول حديث النبي ﷺ في أهل القليب الذين قتلوا يوم بدر حين خاطبهم فقال هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ثم أخبر أنهم يسمعون ذلك فتأول صاحب ذلك التأويل على أنهم يعلمونه واحتج بقول الله عز وجل ﴿ إنك لا تسمع الموتى ﴾ وهذا التأويل قد رده جماعة من العلماء على متأوليه لأن النبي ﷺ هو المبين عن الله عز وجل وهو القائل إن الميت ليسمع خفق نعالهم والمخبر بعذاب القبر ومساءلة الميت وكذا أكثر أصحابه على ذلك يخبرون بتأدية الأعمال إلى الموتى فالصواب من ذلك أن يقال إن الله جل وعز يؤدي إلى الموتى من بني آدم ما شاء على ما شاء ويعذب من شاء ممن يستحق بما يشاء فأما قوله جل وعز ﴿ وما أنت بمسمع من في القبور ﴾ و ﴿ إنك لا تسمع الموتى ﴾

__________


الصفحة التالية
Icon