روي عن ابن عباس قال هم المشركون صدوا عن المسجد الحرام ومنعوا الهدي أن يبلغ محله فأما حقيقة الحمية في اللغة فهي الأنفة والإنكار فإن كانت لما يجب فهي حسنة ويقال فاعلها حامي الذمار كما قال
( حامي الذمار على محافظة الجلي ** أمين مغيب الصدر ) وإن كانت لما لا يجب فهي ضلال وغلو كما قال جل وعز ( حمية الجاهلية ) فأما ( وألزمهم كلمة التقوى ) فللعلماء فيه قولان روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( وألزمهم كلمة التقوى ) لا إله إلا الله وهي رأس كل تقوى وكذلك يروى عن علي وابن عمر وأبي هريرة وسلمة بن الأكوع رحمهم الله قالوا كلمة التقوى لا إله إلا الله وروى محمد بن إسحاق عن الزهري عن المسور ومروان ( وألزمهم كلمة التقوى ) قال يعني ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قال الزهري لما كتب الكتاب بالمقاضاة وأملاه رسول الله ﷺ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) أنكروا ذلك وقالوا ما نعرف إلا باسمك اللهم فأمر النبي ﷺ أن يكتب كما قالوا وهذان القولان ليسا بمتناقضين لأن الله جل وعز قد ألزم المؤمنين التوحيد وبسم الله الرحمن الرحيم وقد كانوا أنكروا في هذا الكتاب من محمد رسول وقالوا من محمد بن عبد الله ( وكانوا أحق بها ) خبر كان أي أحق بها من غيرهم لأنهم أصحاب رسول الله ﷺ الذين اختارهم الله جل وعز له
٢٧
ثم بين الرؤيا بقوله عز وجل ( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله

__________


الصفحة التالية
Icon