المساجد وقالوا هذا أدب الله جل وعز ورسوله عليه السلام واحتجوا في ذلك بحديث البراء وغيره كما قرىء على بكر بن سهل عن عبد الله بن يوسف قال أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن المنهال عن زاذان أبي عمرو عن البراء قال خرجنا مع النبي ﷺ في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولم يلحد فجلس النبي ﷺ وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير والنبي ﷺ مكب في الأرض فرفع رأسه وقال استعيدوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا وذكر الحديث فكان فيما ذكرناه فوائد منها خروج النبي ﷺ فدل هذا على أنه لا ينبغي لإمام ولا لأمير ولا قاض أن يتأخر عن الحقوق من أجل ما هو فيه وفيه مجلس النبي ﷺ وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير أي ساكنين إجلالا له فدل هذا على أنه كذا ينبغي لمن جالس عالما أو واليا يجب أن يجل كما روى عبادة بن الصامت عن النبي ﷺ أنه قال ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا ( ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ) الكاف في وضع نصب أي جهرا كجهر بعضكم لبعض ( أن تحبط أعمالكم ) أن في موضع نصب فقال بعض أهل اللغة أي لئلا تحبط أعمالكم وهذا قول ضعيف إذا تدبر علم أنه خطأ والقول ما قاله أبو إسحاق هو غامض في العربية قال المعنى لأن تحبط وهو عنده مثل ﴿ فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ﴾ ( وأنتم لا تشعرون ) قيل أي لا تشعرون أن أعمالكم قد حبطت

__________


الصفحة التالية
Icon