يغضب منه فنزلت ( ولا تنابزوا بالألقاب ) فأما حديث الضحاك عن ابن عباس كان الرجل يقول للآخر يا كافر يا فاسق فنزلت ( ولا تنابزوا بالألقاب ) فإسناد الأول أصح منه ولو صح هذا لم يكن ناقضا للأول لأن المعنى في اللقب على ما قال محمد بن يزيد وغيره أنه كلما كان ذائعا يغضب الإنسان منه ويكره قائله أن يلقى صاحبه به ويكرهه المقول له به فمحظور التنابز به ( بئس الاسم الفسوق ) رفع بالابتداء والتقدير الفسوق بعد أن آمنتم بئس الاسم ( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) قال الضحاك عن ابن عباس من لم يتب من هذا القول
١٢ فسر ابن عباس الإثم فيم هو قال أن تقول بعد أن تظن فإن أمسكت فلا إثم والبين في هذا أن الظن الذي هو إثم وهو حرام على فاعله أن يظن بالمسلم المستور شرا وأما الظن المندوب إليه فأن تظن به خيرا وجميلا كما قال جل وعز ﴿ لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا ﴾ قال ( ولا تجسسوا ) أي لا تبحث عن عيب أخيك بعد أن ستره الله جل وعز عنه ( ولا يغتب بعضكم بعضا ) بين الله جل وعز الغيبة على لسان نبيه ﷺ كما قرىء على أحمد بن شعيب عن علي بن حجر قال حدثنا إسماعيل قال حدثنا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ أتدرون ما الغيبة قالوا الله جل وعز ورسوله أعلم قال أن تذكر أخاك بما يكره قيل أرأيت إن كان ذلك في أخي قال إن كان فيه فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته فهذا حديث لا

__________


الصفحة التالية
Icon