وفاجرهم فقد علم أن معنى ( وجاءت سكرة الموت بالحق ) وجاءتك أيها الإنسان سكرة الموت ثم جرى الخطاب على هذا في ( لقد كنت في غفلة من هذا ) أي لقد كنت أيها الإنسان في غفلة مما عاينت فإن كان محسنا ندم إذ لم يزدد وإن كان مسيئا ندم إذ لم يقلع هذا لما كشف عنهما الغطاء فبصرك اليوم نافذ لما عاينت وقال الضحاك فبصرك لسان الميزان قيل فتأول بعض العلماء هذا على التمثيل بالعدل أي أنت أعرف خلق الله جل وعز بعملك فبصرك به كلسان الميزان الذي يعرف به الزيادة والنقصان
٢٣ قال عبد الرحمن بن زيد قرينه سائقه الذي وكل به ( هذا ما لدي عتيد ) قال هذا ما أخذه وجاء به هذا في موضع رفع بالابتداء و ما خبر الابتداء و عتيد خبر ثان ويجوز أن يكون مرفوعا على إضمار مبتدأ ويجوز أن يكون بدلا من ما ويجوز أن يكون نعتا لما على أن تجعل ما نكرة ويجوز النصب في غير القرآن مثل ﴿ وهذا بعلي شيخا ﴾
٢٤
اختلف النحويون في قوله ألقيا فقال قوم هو مخاطبة للقرين أي يقال للقرين ألقيا فهذا قول الكسائي والفراء وزعم الفراء أن العرب تخاطب الواحد بمخاطبة الاثنين فيقول يا رجل قوما وأنشد

__________


الصفحة التالية
Icon