طالب رضي الله عنه وهي قراءة مسروق وأبي العالية ويحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي وبها قرأ النخعي غير أن أبا حاتم حكى أنه قال لم يماروه وإنما جحدوه قال وفي هذا طعن على جماعة من القراء تقوم بقراءتهم الحجة منهم الحسن وشريح وأبو جعفر والأعرج وشيبة ونافع وأبو عمرو وابن كثير والعاصمان والقول في هذا أنهما قراءتان مستفيضتان قد قرأ بهما الجماعة غير أن الأولى من ذكرناه من الصحابة فأما أن يقال لم يماروه فعظيم لأن الله جل وعز قد أخبر أنهم قد جادلوا والجدال هو المراء ولا سيما في هذه القصة وقد ماروه فيها حتى قالوا له سرت في ليلة واحدة إلى بيت المقدس فصفه لنا وقالوا لنا عير بالشام فأخبرنا خبرها قال محمد بن يزيد يقال مراه بحقه يمريه إذا دفعه به ومنعه منه قال و على بمعنى عن قال أبو جعفر وذلك معروف في اللغة وقد ذكرنا أن لغة بني كعب بن ربيعة رضي الله عليك أي عنك
١٣
أحسن ما قيل فيه وأصحه أن الضمير يعود على شديد القوى كما حدثنا الحسن بن غليب قال حدثنا محمد بن سوار الكوفي قال حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن أبي معشر عن إبراهيم عن مسروق قال قالت عائشة رضي الله عنها ثلاث من قال واحدة منهن فقد أعظم على الله جل وعز الفرية من زعم أنه يعلم ما في غد فقد أعظم الفرية على الله ﴿ وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ﴾ ومن زعم أن محمدا ﷺ كتم شيئا من أمر