أي كذبوا بحقيقة ما رأوه وتيقنوه وآثروا اتباع أهوائهم في عبادة الأوثان وترك ما أمرهم الله به ( وكل أمر مستقر ) مبتدأ وخبر والمعنى وكل أمر من خير أو شر مستقر قراره ومتناه منتهاه
أي ولقد جاء هؤلاء المشركين من أخبار الأمم الذين فعلوا كفعلهم فأهلكوا ما فيه منتهى عما هم عليه كما قال مجاهد مزدجر منتهى والأصل عند سيبويه مزتجر بالتاء إلا أن التاء مهموسة والزاي مجهورة فثقل الجمع بينهما فأبدل من التاء ما هو من مخرجها وهو الدال قال أبو جعفر وهذا من أوجز قوله ولطيفه
٥ بدل من ما والتقدير ولقد جاءهم حكمة ( بالغة ) أي ليس فيها تقصير ويجوز أن تكون حكمة مرفوعة على إضمار مبتدأ ( فما تغني النذر ) ويجوز أن تكون ما في موضع نصب بتغني والتقدير فأي شيء تغني النذر عمن اتبع هواه وخالف الحق ويجوز أن تكون ما نافية لا موضع لها وزعم قوم أن الياء حذفت من تغن في السواد لأن ما جعلت بمنزلة لم قال أبو جعفر هذا خطأ قبيح لأن ما ليست من حروف الجزم وهي تقع على الأسماء والأفعال فمحال أن تجزم ومعناهما أيضا مختلف لأن لم تجعل المستقبل ماضيا و ما تنفي الحال فأما حذف الياء من تغن في السواد فإنه على اللفظ في الإدراج ومثله