إسحاق قال هو في موضع نصب على الحال أي تنزع الناس أمثال نخل منقعر أي في هذه الحال قال أبو جعفر وهذا القول حقيقة الإعراب فإن كان على تساهل المعنى فالمعنى يؤول إلى ما قاله محمد بن جرير وقد روى محمد بن إسحاق قال لما هاجت الريح قام نفر سبعة من عاد فاصطفوا على باب الشعب فسدوا الريح عمن في الشعب من العيال فأقبلت الريح تجيء من تحت واحد واحد ثم تقلعه فتقلبه على رأسه فتدق عنقه حتى أهلكت ستة وبقي واحد يقال له الخلجان فجاء إلى هود ﷺ فقال ما هؤلاء الذين أراهم كالبخاتي تحت السحاب قال هؤلاء الملائكة عليهم السلام قال إن أسلمت فمالي قال تسلم قال أيقيدني ربك من هؤلاء الذين في السحاب قال ويلك هل رأيت ملكا يقيد من جنده قال لو فعل ما رضيت قال فرجع إلى موضعه وأنشأ يقول
( لم يبق إلا الخلجان نفسه ** يا شر يوم قد دهاني أمسه )
ثم لحقه ما لحق أصحابه فصاروا كما قال جل وعز كأنهم أعجاز نخل منقعر وقال مجاهد في تشبيههم بأعجاز نخل منقعر لأنه قد بانت أجسادهم من رؤوسهم فصاروا أجساما بلا رءوس وقال بعض أهل النظر التشبيه للحفر التي كانوا فيها قياما صارت الحفر كأنها أعجاز نخل قال أبو

__________


الصفحة التالية
Icon