توجب المغفرة إلى مغفرة من ربكم ( وجنة عرضها كعرض السماء والأرض ) قال أبو جعفر قد تكلم قوم من العلماء في معنى هذا فمنهم من قال العرض ههنا السعة ومنهم من قال هو مثل الليل والنهار إذا ذهبا فالله جل وعز أعلم أين يذهبان وأجاب بهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومنهم من قال هذه هي الجنة التي يدخلها المؤمنون يوم القيامة والسماء مؤنثة ذكر ذلك الخليل رحمه الله وغيره من النحويين سوى الفراء وبذلك جاء القرآن ﴿ إذا السماء انشقت ﴾ ﴿ إذا السماء انفطرت ﴾ وحكى الفراء أنها تؤنث وتذكر وأنشد
( فلو رفع السماء إليه قوما ** لحقنا بالسماء مع السحاب ) وهذا البيت لو كان حجة لحمل على غير هذا وهو أن يكون يحمل على تذكير الجميع ذكر محمد بن يزيد أن سماء تكون جمعا لسماوة وأنشد هو وغيره
( سماوة الهلال حتى احقوقفا ** ) ويدل على صحة هذا قوله جل وعز ﴿ ثم استوى إلى السماء فسواهن ﴾

__________


الصفحة التالية
Icon