حكى أهل اللغة أنه يقال جلا القوم عن منازلهم وأجليتهم هذا الفصيح وحكى أحمد بن يحيى ثعلب أجلوا وحكى غيره جلوا عن منازلهم يجلون واستعمل فلان على الجالية والجالة وقرأ أكثر الناس وهي اللغة الفصيحة المعروفة من كلام العرب التي نقلتها الجماعة التي تجب بها الحجة ( ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء ) بكسر الهاء وضم الميم فممن قرأ بها أبو جعفر وشيبة ونافع وعبد الله ابن عامر وعاصم وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي ( عليهم الجلاء ) بضم الهاء والميم وقرأ أبو عمرو ابن العلاء ( عليهم الجلاء ) بكسر الهاء والميم قال أبو جعفر والقراءة الأولى كسرت فيها الهاء لمجاوزتها الياء فأستثقلت ضمة بعد ياء وأيضا فإن آخر مخرج الهاء عند مخرج الياء وضمت الميم لأن أصلها الضم فردت إلى أصلها وهذه القراءة البينة والقراءة الثانية على الأصل إلا أن الأعمش والكسائي لا يقرآن ( عليهم ) إلا أن يلقى الميم ساكن ولا يعرف عن أحد من القراء من جهة صحيحة أنه قرأ ( عليهم ) إلا حمزة ثم أنه خالف ذلك فقرأ فيهم ولم يضم إلا في عليهم وإليهم ولديهم إلا ابن كيسان احتج له في تخصيصه هذه الثلاثة فقال عليهم وإليهم ولديهم ليست الياء فيهن ياء محضة وأصلها الألف لأنك تقول على القوم فلهذا أقروها على ضمتها لأن الياء أصلها الألف والياء في في ياء محضة قال وسألت أبا العباس لم قرأ الكسائي عليهم بكسر الهاء فلما قال ( عليهم ) ضمها فقال إنما كسرها اتباعا للياء لأن الكسرة أخت الياء فلما اضطر

__________


الصفحة التالية
Icon