مثل الذين حملوا التوراة وزعم الكوفيون أن يحمل صلة للحمار لأنه بمنزلة النكرة وهم يسمون نعت النكرة صلة ثم نقضوا هذا فقالوا المعنى كمثل الحمار حاملا أسفارا ( بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله ) أي هذا المثل ثم حذف هذا لأنه قد تقدم ذكره ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) المعنى لا يوفقهم ولا يرشدهم إذ كان في علمه أنهم لا يؤمنون وقيل لا يهديهم إلى الثواب
يقال هادي هود إذا تاب وإذا رجع ( إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس ) أي سواكم ( فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ) أي إن كنتم صادقين أنكم أولياء فإنه لا يعذب أولياءه فتتمنوه لتستريحوا من كرب الدنيا وهمها وغمها وتصيروا إلى روح الجنة
٧ فكان حقا كما قال جل وعز وكفوا عن ذلك ( بما قدمت أيديهم ) أي من الآثام ( والله عليم بالظالمين ) أي ذو علم بمن ظلم نفسه فأوبقها وأهلكها بالكفر
أي تأبون أن تتمنوه ( الذي ) في موضع نصب نعت للموت ( فإنه ملاقيكم ) خبر إن وجاز أن تدخل الفاء ولا يجوز إن أخاك فمنطلق لأن في الكلام معنى الجزاء وأجاز الكوفيون إن ضاربك فظالم لأن في