وأيضا فإن في هذا بابا من الإشكال لأنه يجوز أن يقال رمي ثم نقضوا هذا كله فكتبوا ذوات الواو بالياء نحو ضحى وكسى جمع كسوة قال أبو إسحاق وهذا معنى كلامه وما أعظم هذا الخطأ يعني قولهم يكتب ذوات الياء بالياء وذوات الواو بالألف فلا هم اتبعوا اللفظ كما يجب في الخط ولا هم اتبعوا المصحف فقد كتب في المصحف ما زكى بالياء قال أبو إسحاق وأعظم من خطأهم في الخط خطؤهم في التثنية لأنهم يثنون ربا ربيان وهذا مخالف على كتاب الله جل وعز قال ﴿ وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله ﴾ أي فجاء القرآن بالواو وجاءوهم بالياء قال أبو جعفر وسمعت علي بن سليمان يقول قلت لأبي العباس محمد بن يزيد لما احتج بهذه الحجج التي لا تدفع ما هذا الذي قد وقع للكتاب وأنس به الخاص والعام من كتب ذوات الياء بالياء حتى صار التعارف عليه فقال الأصل في هذا أن أبا الحسن الأخفش كان رجلا محتالا لشيء يأخذه فقال لأبي الحسن الكسائي قد استغنى من نحتاج إليه من النحو فنحتاج أن نجتمع على شيء نضطرهم إليه فاتفقا على هذا وأحدثاه ولم يكن قبلهما وشاع في الناس لتمكن الكسائي من السلطان ولعل بعض من لا يحصل يتوهم أن هذا مذهب سيبويه لأنه أشكل عليه شيء من كلامه في مثله قوله الياء في مثل سكرى وإنما أراد سيبويه أنها تثنى بالياء وليس من كلام سيبويه الاعتلال في الخطوط قال أبو جعفر ثم رجعنا