بمنزلة سورة واحدة لأنه أنزل جملة إلى السماء الدنيا وسنذكر هذا بإسناده وقول ثالث بين حسن وهو إنا أنزلناه يدل على الإنزال والمنزل كما حكى النحويون من كذب كان شرا له لأن كذب يدل على الكذب وأخفيت ليلة القدر على الناس إلا ما جاء في الحديث من أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان فقيل إنما أخفيت لفضل العمل فيها لئلا يدع الناس العمل في غيرها والاجتهاد ويتكلوا على فضل العمل فيها وقيل لأنها مختلفة تكون في سنة لثلاث وعشرين ثم يكون في غيرها وأما الحديث في تنزيل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر فصحيح غير مدفوع عند أهل السنة وإنما يدفعه قول من أهل الأهواء كما قرىء على محمد بن جعفر بن حفص عن يوسف بن موسى قال حدثنا جرير عن منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) قال أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا فكان بموقع النجوم وكان الله ينزله على رسوله بعضه في إثر بعض فقالوا ﴿ لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ﴾

__________


الصفحة التالية
Icon