إذ يقول- عليه السلام - في الحديث الذي يرويه ثوبان رضي الله عنه: يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت.(١)
فلا تتحقق تلكم الآثار الجليلة على القلوب فتزيدها ثباتاً وإيماناً إلا بقوة التدبر وتحقيق الحكمة التي أنزل لأجلها القرآن كما قال الله عز وجل؟كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب؟فإذا سعينا إلى التدبر لكلام الله وتلاوته حق تلاوته، جنينا بعده تلك الآثار العظيمة وغيرها، وتحقق الخير كله، ،،
ومن الآثار الإيمانية ما يلي:
قوة الوازع الديني: فالقاريء للقرآن المتدبر له في ازدياد من الخير والإيمان، فهو يهديه لأقوم الطرق وأفضل السبل كما قال تعالى؟إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيرا؟(٢) فإذا قوي الإيمان حصل الأثر الإيماني على الأفراد، ثم على المجتمعات، فينتج بذلك الخير كله٠
زيادة الإيمان: فقد وصف الله أهل الإيمان بأنهم إذا تليت عليهم الآيات زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون فقال سبحانه؟ إنما المؤمنون الذين إذا ذكِر َاللهُ وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون ؟ (٣)

(١) سلسة الأحاديث الصحيحة برقم(٢٦٦٤) في الفتن واشراط الساعة والبعث
(٢) …سورة الإسراء آية(٩)
(٣) …سورة الأنفال آية(٢)


الصفحة التالية
Icon