فمما سبق في الكلام على قول الله تعال ؟إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم؟ وشرح الإمام الشنقيطي رحمه الله، يتجلى لمن يتدبر هذا القرآن من المسلمين أنه كما قال الله عنه؟وإنه لتنزيل رب العالمين* نزل به الروح الأمين؟ فالقرآن يهدي للتي هي أقوم في جميع نواحي الحياة، فيزيد المؤمنين إيماناً ويزيد ديار الإسلام المستمسكين به والمعتزين به أمناً وسلاماً، فعلينا أهل القرآن أن تتجلى فينا تلك الرابطة العظيمة – رابطة الدين- وأن نترفع عن كل ما يشوبها من النعرات العصبية والقومية والشعوبية التي انتشرت عند بعض أهل الإسلام، فإن تلك الأمور تجلب الفتن والفوضى وتحصد الأمة من جرائها الخوف والفتن٠
فكتاب الله وتدبره يجيء بجميع المصالح التي عليها مدار جميع الشرائع وما أحسن ماذكره الشنقيطي عند ذكره للمصالح فقال: فالمصالح التي عليها مدار الشرائع ثلاثة :
الأولى درء المفاسد المعروف عند أهل الأصول بالضروريات
والثانية جلب المصالح المعروف عند أهل الأصول بالحاجيات
والثالثة الجري على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات المعروف عند أهل الأصول بالتحسينيات والتتميمات وكل هذه المصالح الثلاث هدى فيها القرآن العظيم للطريق التي هي أقوم الطرق وأعد لها، فالضروريات التي هي درء المفاسد إنما هي درؤها عن ستة أشياء:
الأول : الدين وقد جاء القرآن بالمحافظة عليه بأقوم الطرق وأعدلها كما قال تعالى ؟ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله؟
والثاني : النفس وقد جاء القرآن بالمحافظة عليها بأقوم الطرق وأعدلها ولذلك أوجب القصاص درءا للمفسدة عن الأنفس كما قال تعالى ؟ ولكم في القصاص حيواة ياأولي الألباب؟ وقال ؟كتب عليكم القصاص في القتلى ؟


الصفحة التالية
Icon