المصلحة الثالثة : الجري على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات وقد جاء القرآن بذلك بأقوم الطرق وأعدلها والحض على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات كثير جدا في كتاب الله وسنة نبيه ﷺ ولذلك لما سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلقه ﷺ قالت ( كان خلقه القرآن ) لأن القرآن يشتمل على جميع مكارم الأخلاق لأن الله تعالى يقول في نبيه ﷺ ؟وإنك لعلى خلق عظيم ؟ فدل مجموع الآية وحديث عائشة على أن المتصف بما في القرآن من مكارم الأخلاق أنه يكون على خلق عظيم وذلك لعظم ما في القرآن من مكارم الأخلاق٠(١) والكلام في هدي القرآن للتي هي أقوم وحله لكثير من المشاكل العالمية والإقليمية كثيرٌ جداً، فالإستمساك به والعمل به وتدبره فيه من الآثار ما لا ينحصر في مثل مقامنا هذا، فالآثار الأمنية لكتاب ربنا كثيرة، فما أعظم أثر تطبيق القرآن على الأفراد والمجتمعات، ومما عظم أثره في واقعنا المعاصر في هذه الديار السعودية إنتشار حلقات تحفيظ القرآن الكريم في كل منطقة ومحافظة، وفي كل مدينة وقرية، وفي كل مركز وهجرة، وهذا من فضل الله رب العالمين، الذي تكفل بحفظ كتابه، وهيء لذلك الأمور، ومن ذلك ماأنعم الله على هذه البلاد المباركة-بلادالحرمين- المملكة العربية السعودية- من قيادة حكيمة قامت على الكتاب والسنة، فأقامت الحدود ونشرت العلوم وتصدت لكل فكر منحرف، ومما حرصت عليه القيادة الرشيدة خدمة كلام رب البرية ممثلاً ذلك بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، والذي يعد مفخرة لهذه البلاد المباركة فقد انتشر مصحف المجمع لجميع بقاع المعمورة، ومن خدمة القرآن إنتشار جمعيات التحفيظ في كل منطقة والتي تشرف عليها وزارة الشئون الإسلامية بمتابعة من معالي وزير الشئون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله ورعاه، وقد قامت الجمعيات وما يتبعها من

(١) …أضواء البيان ج٣/ص٤٧-ص٥٠ مع بعض التصرف والإختصار٠


الصفحة التالية
Icon