بمثل هذه الآيات السالفة الذكر وآثارها في العقول والنفوس كان إيمان كثير من النصارى وغيرهم من الملل الاخرى من ذوى الالباب والفطن الذين ما كانوا يعرفون معنى الاعجاز البيانى أو البلاغى في لغة القرآن وإنما عرفوا منه الاعجاز العلمى الذى وجدوه في كثير من الآيات العلمية مثل قوله تعالى:(خلق الانسان من علق)(يخرج الميت من الحى ويخرج الحى من الميت)(وجعلنا الرياح لواقح)(يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) وإن من شئ إلا يسبح بحمده)(والسماء ذات الحبك)(لا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) وفى هذا ما يؤكد أن الكون هو كتاب الله الصامت، وآن القرآن هو كتاب الله الناطق بما يدل على علم الله بأسراره).
وهناك أمورٌ كثيرة تبين عظمة القرآن وقوة إعجازه وعظمة أثره على القلوب فنسأل الله أن يجعلنا ممن يتدبر القرآن ويتلوه حق تلاوته٠
المطلب الثاني: الآثار الإيمانية:
لايخفى على ذي لب بأن المادة يوم أن طغت في هذه الأيام على البشرية، قلَّ عندها التدبر للقرآن، فأصابها الخور والهوان، وما أعز الأمة عندما تستمسك بالمعين الصافي والنور الرباني، فإنه لا تتحقق تلك الآثار إلا حين أن نتدبر هذا الكتاب العزيز قال تعالى؟ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها؟ فكم من قاريءٍ للقرآن والقرآن يلعنه تراه يظلم وربنا يقول؟ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون؟ وتراه يكذب وربنا يقول؟ فنجعل لعنتَ اللهِ على الكاذبين؟ إلى غير ذلك مما ابتليت به الأمة، وتحقق فيه الوعيد النبوي


الصفحة التالية
Icon