وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا O هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (سورة الأحزاب الآية ١٠ -١١ ).
٦- انفعال الغضب : عرف ابن مسكويه الغضب بأنه حركة النفس، يحدث لها غليان دم القلب شهوة الانتقام(زريق، ١٤١٤هـ: ٥٧-٥٨). الغضب انفعال تفرضه الطبيعة السوية للإنسان إذ يساعده على المواجهة إذا ما اعتدي عليه والدفاع عن نفسه أو عن عقيدته أو وطنه فيتهيأ لعملية الدفاع أو درء الخطر. ولقد أقر القرآن الكريم هذا النوع من الغضب في حق من عاند وكفر وأعلن بالخصومة للمسلمين. قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ( سورة التوبة الآية : ٧٣ ). ويرى أبو حامد الغزالي أن الغضب قوة كامنة في النفس لا تثار إلا بمثير يفجر ثباتها حيث يقول :" وفي هذه القوة إفراط واستيلاء يجذب على المهالك والمعاطب وفيها تفريط وخمود يقصر عن المحامد من الصبر والحلم والحمية والشجاعة ومن الاعتدال يحصل أكثر محامد الأخلاق من الكرم والنجدة وكبر النفس والاحتمال والحلم والثبات والشهامة والوقار... والأسباب المهيجة للغضب هي : الزهو والعجب والمرح، والهزل والتعبير، والمماراة والمضادة والغدر وشدة الحرص على المال والجاه. وهي بأجمعها أخلاق رديئة مذمومة شرعا وعقلا ولا خلاص من الغضب مع بقاء هذه الأسباب فلا بد من إزالة أسبابها بأضدادها "(الغزالي، ١٤٢٥هـ، ج١: ١٠١٤-١٠٢٢). ولقد جاء في القرآن الكريم وصف لانفعال الغضب وتأثيره على السلوك وذلك في غضب موسى عليه السلام حينما عاد إلى قومه فوجدهم يعبدون العجل الذي صنعه السامري وكان عليه السلام شديد الغضب لله سبحانه وتعالى وللعقيدة. قال تعالى " وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن


الصفحة التالية
Icon