لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (سورة المائدة الآية : ٥٤)، لقد بينت هذه الآية والآيات السابقة بعض الآثار العملية لتربية الانفعالات والدوافع وتوجيهها نحو السواء بالخوف من الله والخشوع له وتعظيمه وتقديسه والتذلل إليه وإحياء الأمل في ذات الإنسان وفي نظرته للحياة، وتحقيق الصحة النفسية ليس له فقط بل لكل أحد، ويرافق ذلك تربية العقل الإنساني بمطالبته بالتدبر والتفكير في القرآن الكريم، قال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (سورة محمد الآية: ٢٤)، ففي ذلك تربية للإنسان على إعمال عقله، وتربية ذهنه على التأمل والاستنتاج والقياس والاستقراء. وبالإضافة إلى تربية الشخصية الإنسانية بتربية عواطفها وانفعالاتها ومشاعرها، وتربية ذهنها وعقلها وتفكيرها، فإن تعلم وتلاوة القرآن الكريم والعمل به يربي على آداب سلوكية عظيمة تعلمنا غض البصر، والغض من الصوت، والقصد في المشي، وبر الوالدين والتواضع للمسلمين، وعدم انتهار الأيتام، وإخفاء الصدقات، وعدم إبطالها بالمن والأذى.. (النحلاوي، ١٣٩٩هـ: ٨٦ – ٨٧ ).