المعلم المربي في حلقات تحفيظ القرآن الكريم والوسائل الداعمة لدوره
في ضبط انفعالات تلاميذه.
من أهم مميزات الانفعالات التي استنتجت في نهاية الجزء الأول أن يمكن تعديله وتطويره وتنميته بالتربية والتعليم والتدريب، وعلى المعلم المربي في حلقات تحفيظ القرآن الكريم دور عظيم في الرقي بانفعالات طلابه. ومن العوامل التي يرى الباحث أنها ستسهم بإذن الله في نجاح المربي في حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمؤسسات التربوية في مساعدة أبنائه على ضبط انفعالاتهم وتربيتها والسيطرة عليها ما يلي :
الإيمان بالدور العظيم للتعليم والتدريب في ضبط الانفعالات والسيطرة عليها، وذلك بعد الإلمام الدقيق بمستوى الانفعالات المرغوبة المعتدلة والمتزنة للأبناء ومعرفة أن لكل مرحلة خصائصها الانفعالية المميزة لها. ومن المفيد في هذا الجانب أن يسعى المربي إلى الوصول بالمتعلمين إلى مرحلة النضج الانفعالي التي تعتبر شرطا من شروط الصحة النفسية للإنسان. ومن أهم علامات النضج الانفعالي ما يلي :
مناسبة مستوى وشدة ودرجة الانفعال لحجم وشدة المثير ؛ فلا تثير الإنسان مثيرات الانفعال الطفلية أو مثيرات تافهة.
تعبير الإنسان عن انفعالاته بصورة متزنة بعيدة عن التعبيرات البدائية الطفلية للانفعال ؛ فلا ينم سلوكه على أنه مقسور أو مذعور أو واقع تحت ضغط شديد، ولا يتشنج ولا يثور بل يفرض ويرفض في هدوء وثبات وإصرار.
القدرة على ضبط النفس في المواقف التي نثير الانفعال، أي البعد عن التهور والاندفاع وتأجيل التعبير المباشر عن الانفعال بما يتيح للإنسان التفكير واختيار أنسب الاستجابات، وتغليب الأهداف البعيدة على الأهداف القريبة وتأجيل اللذات العاجلة من أجل الظفر بلذات آجلة، والقدرة على تحمل الإحباط والحرمان.