إتباع أسلوب تربية الانفعالات وضبطها بالترغيب والترهيب " الثواب والعقاب التربوي ". التربية بالترغيب والترهيب أسلوب تربوي قرآني تكرر كثيرا في القرآن الكريم قال تعالى : لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَOوَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (سورة يونس الآية : ٢٦-٢٧ ) وقال تعالى : غافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (سورة غافر الآية : ٣ ). إن إتباع المربي لهذا الأسلوب يسهم في تنمية وتقوية انفعال الخوف من الله سبحانه وتعالى والخوف من العقوبات المتنوعة ورجاء مغفرته و ثوابه وجنته. والذي إن تحقق فإنه سيسهم في ضبط كافة أنواع الخوف الأخرى في منظومة انفعالية سليمة متزنة. وحتى يحقق هذا الأسلوب فاعليته وتجنى ثمراته لابد أن يتلاءم وخصائص المتعلمين وطبيعة المواقف بلا إفراط ولا تفريط سواء كان ذلك إثابة أم عقوبة. ويؤكد الباحث على أهمية تعزيز استخدام أسلوب الترغيب والإثابة في حلقات تحفيظ القرآن الكريم وتنويعه، وتجنب العقاب البدني لما له من أثر سلبي عميق في شخصية المتعلم بشكل عام وانفعالاته بشكل خاص، وفي ذلك يقول ابن خلدون :" ومن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم سطا به القهر، وضيق عن النفس في انبساطها وذهب بنشاطها، ودعا إلى الكسل وحمل على الكذب والخبث، وهو تظاهر بغير ضميره " (ابن خلدون، ١٤٢٥هـ: ٦٩٢). ويؤكد على ذلك الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله إذ يقول :( أيها


الصفحة التالية
Icon