الآباء الكرام إذا أردتم صلاح أولادكم في حاضرهم ومستقبلهم، فإياكم والشدة عليهم والضغط على إرادتهم وأفكارهم ؛ فإن الشدة تميت الأفكار وتحدث الخلل في العقل والهمة، وربما أدت إلى الانفجار والعقوق الضار ". فعلى المربي الحاذق استخدام أسلوب الترغيب والترهيب المتوازن الذي يسهم في تنمية شخصية المتعلم ويساعده على ضبط انفعالاته والسيطرة عليها لتكون جندا من جنده في هذه الحياة لا عونا لأعدائه عليه.
تربية الانفعالات بالممارسة العملية واستغلال مواقف التعلم والتعليم : على المربي في حلقات تحفيظ القرآن الكريم إقران ما يتم تعلمه واستنباطه في الحلقة من فوائد عقدية إيمانية و أخلاقية ونفسية ووجدانية من الآيات الكريمة التي يتم تلاوتها أو من الدروس والمواقف بالعمل والممارسة. فإن التوجيه إلى مكارم الأخلاق والتعامل مع المواقف وضبط الاستجابات الانفعالية بما يتناسب مع تلك المواقف لا يغرس في نفوس المتعلمين إلا إذا دعم بالتدريب والممارسة والمتكررة. ومن الجميل هنا أن يشير المعلم ويركز انتباه أبنائه على تلك النماذج الانفعالية الرائعة التي تصدر من بعضهم ففي ذلك تدعيم لمن صدرت عنهم وتعزيز لها، وتزويد لزملائهم بنماذج حية لاستجابات مرغوبة. ولا ينبغي أن يكون الوضع كذلك في حال صدور انفعالات بصورة غير مرغوبة من بعض المتعلمين فهنا ينبغي إتباع أساليب أخرى بعيدة عن التشهير بهم أمام زملائهم مما قد يزيد الأمر سوءا. فيستعاض عن ذلك بأساليب الإرشاد غير المباشر أو الإرشاد الفردي في التعامل مع مثل هذه المواقف ووضع الخطط العلاجية اللازمة المناسبة لمعالجة الوضع والرقي بالانفعال إلى المستوى المرغوب.