التعامل التصديقي أو الاعتقادي، يعني التصديق بأنه من عند الله تعالى لهداية البشر، و هذا من هو المقصود من الآية ﴿ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (١)﴾، والعدولُ عنه إلى غيره -من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره -من هجرانه، فنسأل الله الكريمَ المنانَ القادرَ على ما يشاء، أن يخلّصنا مما يُسْخطه، ويستعملنا فيما يرضيه، من حفظ كتابه وفهمه، والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطرافَ النهار، على الوجه الذي يحبه و يرضاه (٢). ولم يتجاوز هذا التعامل إلى منطقة القراءة لا سيما منطقة العمل، لأسباب متعددة منها : الفهم الجزئي للقرآن، الاشتغال بأمور الدنيا وبعبارة الحديث الوهن أي حب الدنيا و كراهية الموت (٣).

(١) الفرقان : ٣٠
(٢) أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي [ ٧٠٠ -٧٧٤ هـ ] تفسير القرآن العظيم، ج ٦ ص ١٠٨، تحقيق سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة : الثانية ١٤٢٠هـ - ١٩٩٩ م
(٣) تمام الحديث كما في سنن أبي داود رقم ٣٧٤٥، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ.


الصفحة التالية
Icon