" كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخير ما بعدكم وحُكم ما بينكم هو الفَصْلُ ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه. هو الذي لم تنتهي الجن إذ سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد. من قال به صدق ومن عمل به أُجر ومن حكم به عَدَل ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم ". ( الترمذي )(١)
فما أعظم فوائد من عمل بالقرآن و ما أكبره من أجور نتيجة الاستجابة و المبادرة للعمل بعد العلم، و هذا هو التعامل الأمثل لكتاب الله. ندعو ربنا عز و جل أن يوفقنا إلى ما يحب و يرضاه.
الفصل الثالث : أنواع التفسير
قسم العلماء التفسير إلى قسمين رئيسين هما : التفسير بالمأثور و التفسير بالرأي.
النوع الأول : التفسير بالمأثور هو التفسير الذي يعتمد على صحيح المنقول من تفسير القرآن بالقرآن، أو بالسنة لأنها جاءت مبينة لكتاب الله، أو بما روي عن الصحابة لأنهم أعلم الناس بكتاب الله، أو بما قاله كبار التابعين لأنهم تلقوا ذلك غالبا عن الصحابة (٢). و هذا النوع هو أحسن و أفضل أنواع التفسير، حيث إنه يحتاط و يبتعد عن القول في كلام الله بغير علم.
(٢) مناع القطان، مباحث في علوم القرآن، ٣٣٧