النوع الثاني : التفسير بالرأي و هو التفسير الذي يعتمد المفسر في بيان المعنى على فهمه الخاص و استنباطه بالرأي (١). و عرفه الذهبي بأنه عبارة عن تفسير القرآن بالاجتهاد بعد معرفة المفسِّر لكلام العرب ومناحيهم فى القول، ومعرفته للألفاظ العربية ووجوه دلالاتها، واستعانته فى ذلك بالشعر الجاهلة ووقوفه على أسباب النزول، ومعرفت بالناسخ والمنسوخ من آيات القرآن (٢).
و قد حرم بعض العلماء هذا النوع من التفسير و استدلوا بحديث " مَن قال فى القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ" (٣).
قالوا : إن الحديث دليل على تحريم الكلام عن القرآن إلا إذا وجدت رواية عن النبي ﷺ وعن الذين شهدوا التنزيل من الصحابة رضى الله عنهم، أو عن الذين أخذوا عنهم من التابعين (٤)، و حتى لا نقول على الله بما لا نعلم يورد الباحث الجواب عن ذلك الرأي، و المعنى الصحيح للحديث كالآتي:
أن النهى محمول على مَنْ قال برأيه فى نحو مشكل القرآن، ومتشابهه، من كل ما لم يُعلم إلا عن طريق النقل عن النبى ﷺ والصحابة عليهم رضوان الله.

(١) المرجع السابق، ٣٤٢
(٢) محمد حسين الذهبي، التفسير و المفسرون، ١١٣، من مكتبة المشكاة.
(٣) صحيح الترمذي باب تفسير القرآن برأيه، الحديث رقم ٢٨٧٦ من المكتبة الشاملة.
(٤) التفسير و المفسرون، ص ١١٣.


الصفحة التالية
Icon