تحقيق العبادات المالية، إن الإنفاق في سبيل الخير و المشاريع الخيرية و اصطناع المعروف و الإحسان إلى الناس و تيسير الأسباب لهم، و إنظار المعسر و التجاوز عنه كل ذلك مما لا يفعله إلا الأغنياء، و التجارة من أفضل الوسائل للغنى.
البعد عن أكل أموال الناس بالباطل، و ذلك بالتجارة في الأشياء التي أحلها الله تعالى، فإن الإنسان منهي عن أكل أموالهم بعضهم بعضا إلا بالتجارة عن تراض بينهم و سيأتي بيانها.
التجارة من صور الأعمال في سبيل الله، روي عن الرسول صلى الله علسه وسلم : أنه مَرَّ عَلَيهَ رَجُلٌ، فَرَأَى أَصْحَابُه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جِلْدِهِ وَنَشَاطِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يُعِفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ".(١)