و إذا رأينا خير الأنبياء و المرسلين محمد ﷺ كان تاجرا، و قد كان من أصحابه ﷺ تجار معروفون، مثل عبد الرحمن بن عوف(١)، الذي هاجر من مكة إلى المدينة ولم يكن معه شئ من مال أو متاع، فآخى النبي ﷺ بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري (٢)، فقال له سعد : يا أخي إني من أكثر الناس أموالا فتعال أشاطرك مالي، وعندي زوجتان أنظر إلى أوقعهما في قلبك أطلقها لك، فإذا استوفت عدتها تزوجتها، وعندي داران، تسكن إحداهما وأنا أسكن الأخرى، هذا الإيثار العظيم من سعد بن الربيع قابله عفاف وترفع من عبد الرحمن ابن عوف قال له : يا أخي بارك الله لك في مالك وفي أهلك وفي دارك، إنما أنا امرؤ تاجر، فدلوني على السوق. فدلوه على السوق فباع واشترى وعمل بالتجارة حتى غلب اليهود فيها وجمع ثروة ضخمة (٣).
وقد كرر الله تعالى لفظ التجارة في القرآن تسع مرات في سور متنوعة لعل الهدف تنبيه المسلمين بأنها مثل سكين ذو حدين، متى أحسن الإنسان في استعماله ربح ومتى أساء بار و كسد.
و أود في هذا البحث أن أنهل من منهل الرب جل وعلا ما يروي الظمأ في هذا المجال مستعينا بحوله و قوته.
الدراسات السابقة
(٢) سعد ابن الربيع بن عمرو صحابي أنصاري من قبيلة الخزرج حضر بيعتي العقبة الأولى والثانية، واختير، شهد بدرًا واستشهد يوم أحد سنة ٣ من الهجرة. من www.mawsoah.net
(٣) يوسف القرضاوي، الدكتور، فتاوى معاصرة، ج ١ ص ٥٩٩، دار القلم و النشر للتوزيع، الطبعة السادسة ١٤١٦ - ١٩٩٦.