قال أحمد بن أبي الحواري :"إني لأقرأ القرآن وانظر في آيه فيحير عقلي بها واعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم ويسعهم أن يشتغلوا بشئ من الدنيا وهم يتلون كلام الله أما إنهم لو فهموا ما يتلون وعرفوا حقه فتلذذوا به واستحلوا المناجاة لذهب عنهم النوم فرحا بما قد رزقوا "
تلاوة القرآن من أجل العمل
قال علي بن أبي طالب _ :" يا حملة القرآن أو ياحملة العلم : اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى "اهـ، وعن الحسن البصري قال :" أمر الناس أن يعملوا بالقرآن فاتخذوا تلاوته عملا "، وقال الحسن بن علي :"إقرأ القرآن ما نهاك فإذا لم ينهك فليست بقراءة "، وقال الحسن البصري :"إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه وإن لم يكن قرأه" اهـ. وعن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان وابن مسعود وأبي بن كعب _م :" أن رسول الله ‘ كان يقرئهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا ". يقول الآجري :" يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه همته متى أكون من المتقين ؟ متى أكون من الخاشعين ؟ متى أكون من الصابرين ؟؟ متى أزهد في الدنيا ؟؟ متى أنهى نفسي عن الهوى ؟؟ "اهـ وفي الصحيح أن عائشة رضي الله عنها سئلت عن قول الله تعالى:﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾(١) ما كان خلق رسول الله ؟فقالت :" كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى لرضاه جاء رجل بابنه إلى أبي الدرداء فقال : إن ابني هذا قد جمع القرآن. فقال : اللهم غفرا إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع "
تلاوة القرآن بقصد مناجاة الله

(١) سورة القلم]:


الصفحة التالية
Icon