فيا للصلاة من مكانة عظيمة، و يا لها من الأسرار و الثواب الجزيل، للذين حافظوا عليها، و أقاموها إقامة صادقة، اللهم اجعلنا مقيمي الصلاة و من ذريتنا ربنا و تقبل دعاء.
السلعة الخامسة : الإنفاق في السر و العلن
وهو ما دلت الآية في سورة فاطر، بقوله :.... و أنفقوا مما رزقناهم سرا و علانية يرجون تجارة لن تبور، قال الطبري في تفسير الآية : وقوله( وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً ) يقول: وتصدقوا بما أعطيناهم من الأموال سرًّا في خفاء وعلانية جهارًا، وإنما معنى ذلك أنهم يؤدون الزكاة المفروضة، ويتطوعون أيضًا بالصدقة منه بعد أداء الفرض الواجب عليهم فيه (١).
و قد أجاد الرازي في تفسير الآية فقال :
" لما بين العلماء بالله وخشيتهم وكرامتهم بسبب خشيتهم ذكر العالمين بكتاب الله العاملين بما فيه. وقوله :﴿ يَتْلُونَ كتاب الله ﴾ إشارة إلى الذكر. وقوله تعالى :﴿ وأقاموا الصلاة ﴾ إشارة إلى العمل البدني. وقوله :﴿ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ﴾ إشارة إلى العمل المالي، وفي الآيتين حكمة بالغة، فقوله : إنما يخشى الله إشارة إلى عمل القلب، وقوله :﴿ إِنَّ الذين يَتْلُونَ ﴾ إشارة إلى عمل اللسان. وقوله :﴿ وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم ﴾ إشارة إلى عمل الجوارح، وقوله تعالى :﴿ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً ﴾ حث على الإنفاق كيفما يتهيأ، فإن تهيأ سراً فذاك ونعم وإلا فعلانية ولا يمنعه ظنه أن يكون رياء، فإن ترك الخير مخافة أن يقال فيه إنه مراء عين الرياء ويمكن أن يكون المراد بقوله :﴿ سِرّا ﴾ أي صدقة ﴿ وَعَلاَنِيَةً ﴾ أي زكاة، فإن الإعلان بالزكاة الإعلان بالفرض وهو مستحب " (٢).
(٢) مفاتيح الغيب، ج ١٢ ص ٤٧٥ من الشاملة.