من التربية العقائدية للعسكريين ما تتضمنه معية الله الخاصة، بأن أنزل الله السكينة في قلوبهم كما قال ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً﴾(١) والسكينة التي نزلت تعني طمأنينته وثباته على رسوله - ﷺ - والذين معه(٢).
قال ابن تيمية: وكان المسلمون على عهد نبيهم - ﷺ - وبعده، لا يعرفون وقت الحرب إلا السكينة، وذكر الله سبحانه (٣).
إن المسلمين على مجرى العادة لزم أن يوجد منهم أحد الأمرين: إما إقدام، وإما انهزام لأن أحد العدوين إذا اشتد غضبه فالعدو الآخر إن كان مثله في القوة يغضب أيضاً وهذا يثير الفتن، وإن كان أضعف منه ينهزم أو ينقاد له، فالله تعالى أنزل في مقابلة حمية الكافرين على المؤمنين سكينته حتى لم يغضبوا ولم ينهزموا بل يصبروا، وهو بعيد في العادة فهو من فضل الله تعالى.
ثالثاً) التخلق بأخلاق أهل الإيمان:
الإيمان شعب كثيرة كما ثبت في الحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - ﷺ - قال: (الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان)(٤) وثبت أن هذه الشعب لها أعلى ولها أدنى كما ثبت (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان)(٥).
(٢) تفسير ابن كثير-٧/٣٢١.
(٣) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم - (ج ١ / ص ٢٧٧
(٤) صحيح البخاري-كتاب الإيمان-باب أمور الإيمان-رقم (٨).
(٥) صحيح مسلم-كتاب الإيمان-باب عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها-رقم (٥١).