التحرر من الشح وحب المال من أبرز الصفات التي يجب أن يتصف بها العسكريون، كما أن بذل المال من صفات أهل الإيمان، قال تعالى ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ﴾الآية(١).
ولهذا كان التوجيه القرآني بقوله ﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾(٢) ثبت في الصحيح عن حذيفة (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) قال: نزلت في النفقة(٣). وقد عدد الله بعض خصال المجاهدين الأوائل وما رتب عليها من الأجر العظيم فقال تعالى: ﴿وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾(٤). وثبت في السنة الحث على نفقة المجاهدين، فعن زيد بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله - ﷺ - قال: (من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا)(٥).

(١) سورة البقرة-آية(١٧٧).
(٢) سورة البقرة-آية(١٩٥).
(٣) صحيح البخاري-كتاب تفسير القرآن-باب قوله (وأنفقوا في سبيل الله)-رقم (٤١٥٤).
(٤) سورة التوبة-آية (١٢١).
(٥) صحيح البخاري-كتاب الجهاد والسير-باب فضل من جهز غازيا-رقم (٢٦٣١).


الصفحة التالية
Icon