إن مضمون الآية الأمرُ بالإنفاق في سبيل الله في سائر وجوه القُرُبات ووجوه الطاعات، وخاصّة صرفَ الأموال في قتال الأعداء وبذلهَا فيما يَقْوَى به المسلمون على عدوهم، والإخبار عن ترك فعل ذلك بأنه هلاك ودمار إن لزمه واعتاده(١).
تحريم الخيانة:
أداء الأمانة من صفات أهل الإيمان، وقد عد أبويعلى من شعب الإيمان: بأن يكون مأموناً على كل مال وعرض وأمانة)(٢). وضد الأمانه الخيانة والتي هي من علامات أهل النفاق، ومن التربية العقائدية للعسكريين التحذير من الخيانة قال تعالى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾(٣). ففي هذه الآية (أنه تعالى أمرهم أن لا يخونوا الغنائم، وجعل ذلك خيانة له، لأنه خيانة لعطيته وخيانة لرسوله لأنه القيم بقسمها، فمن خانها فقد خان الرسول، وهذه الغنيمة قد جعلها الرسول أمانة في أيدي الغانمين وألزمهم أن لا يتناولوا لأنفسهم منها شيئاً فصارت وديعة، والوديعة أمانة في يد المودع، فمن خان منهم فيها فقد خان أمانة الناس، إذ الخيانة ضد الأمانة)(٤).
نصرة المظلوم:
من الصفات الإيمانية التي ربى القرآن الكريم العسكريين عليها نصرة المظلوم، قال تعالى ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً﴾(٥).
(٢) مسائل الإيمان-القاضي أبويعلى-٢٠٧-دار العاصمة-الرياض-ط: ١-١٤١٠هـ
(٣) سورة الأنفال-آية (٢٧).
(٤) تفسير الرازي-١٥/١٥١.
(٥) سورة النساء-آية(٧٥).