ومن لوازم إقامة شرع الله ورعاية هذه الضروريات الخمس أن تختص فئة من الأمة يكون عليها مسؤولية هذا الأمر، وهي ما تسمى بالنيابة عن الشارع في حفظ الدين وسياسة الدنيا(١). وأخبر الله في كتابه بأنه أنزل الكتاب والميزان فقال ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾(٢) قال ابن تيمية رحمه الله عن دلالات هذه الآية:
(أخبر أنه أرسل الرسل وأنزل الكتاب والميزان لأجل قيام الناس بالقسط. وذكر أنه أنزل الحديد الذي به ينصر هذا الحق فالكتاب يهدي والسيف ينصر وكفى بربك هاديا ونصيرا.)(٣).
وهذه الفئة الناصرة للدين بالسنان، هم العسكريون، وبين الفقهاء(٤) رحمهم الله أمثلة الواجبات التي يقومون بها نصرة للمظلوم وانتصاراً للحق وأهله، وحماية لدين الله وحرمات المسلمين.
لقد تناول الفقهاء رحمهم الله المسائل الفقهية المتعلقة بالجهاد، وأبانوا الأحكام الفقهية من أركان وواجبات وشروط وآداب في شريعة الجهاد. مستدلين بما تناولوا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال سلف الأمة رحمهم الله تعالى.

(١) انظر: مقدمة ابن خلدون - ١/٢٧٧.
(٢) سورة الحديد-آية رقم (٢٥)
(٣) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية -١٨/١٥٧
(٤) انظر: المجموع-النووي-٢٠/١٥٣. الشرح الكبير-ابن قدامه-١١/٤٥٨.


الصفحة التالية
Icon