وأما مباحث العقيدة، فلا نجد التصنيف الخاص عن العسكريين كباقي الفنون الأخرى، وإنما يذكر الجهاد مثلاً في كتب العقائد في تأصيله العقدي وأنه ضمن عقيدة أهل السنة والجماعة، ومن حقوق ولاة الأمر، كقولهم: (ونرى الجهاد والجماعة ماضياً إلى يوم القيامة، والسمع والطاعة لولاة الأمر من المسلمين واجباً في طاعة الله تعالى دون معصيته لا يجوز الخروج عليهم، ولا المفارقة لهم)(١).
وما ذكره العلماء رحمهم الله من تأصيل الجهاد في الاعتقاد من الأمور الغاية في الأهمية فرحمهم الله تعالى، وأما المسائل التفصيلية في كتب العقيدة عن موضوع الجهاد فهي قليلة جداً أو قد لا تذكر.
أسباب اختيار الموضوع:
لذا أردت أن أبين ومن خلال آيات القرآن التربية العقائدية للعسكريين، وذلك للأمور التالية:
إضافة مبحث في موضوع العقائد يخص العسكريين، وهي فئة مهمة لها أثرها في مجتمعات المسلمين.
بيان شمولية الوحي الإلهي في التربية والتوجيه وأنه المصدر الأساس في ذلك.
جمع ما تفرق من أقوال السلف عن مسائل العقيدة والمتعلقة بالعسكريين.
ربط العسكريين بكتاب الله تعالى تربية وتوجيهاً وفي أعظم مسائل العلم، وهي المسائل الاعتقادية.
توضيح الوسائل التربوية التي ذكرت في القرآن الكريم في التربية العقائدية للعسكريين.
المطلب الأول
أبرز وسائل التربية العقائدية للعسكريين في القرآن الكريم
بتدبر آيات القرآن الكريم، والوقوف على تأويلها من كتب السلف رحمهم الله، نجد أن القرآن الكريم قد اتخذ وسائل من أجل تربية العسكريين تربية عقائدية، وأبرز هذه الوسائل هي:
التربية بقصص الأمم السابقة:

(١) اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية –ابن القيم-١/٤٩ مقالات الإسلاميين - ١/٧٣ اعتقاد أهل الحديث-أبو بكر الإسماعيلي- ٧٥. عقيدة السلف أصحاب الحديث- إسماعيل الصابوني-٩٢.


الصفحة التالية
Icon