ولا يخفى على المربين أن الاستقرار النفسي للمتربي تظهر نتائج التربية إيجابية، فكيف إذا كان هذا المتربي ممن يتولى أشق الأعمال والمهن، وأشرفها وهو الجانب الأمني والدفاع عن أعراض وأموال وأرواح ومقدسات المسلمين.
رغبة العسكريين أن تشمل حلقات التحفيظ جميع الوحدات العسكرية (الميدانية والتعليمية) والإكثار منها، وهذا لما تحقق لديهم من فوائد مرجوة، وتوجيهات إيمانية قدمت لهم عن طريق جمعية الأمير سلطان الخيرية. وقد أخبر الله بكتابه عن حال عباده مع القرآن فقال ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾(١).
إن المراد بذكر الله كتابه الذي أنزله ذكرى للمؤمنين، فمعنى طمأنينة القلوب بذكر الله: أنها حين تعرف معاني القرآن وأحكامه تطمئن لها، فإنها تدل على الحق المبين المؤيد بالأدلة والبراهين، وبذلك تطمئن القلوب، فإنها لا تطمئن القلوب إلا باليقين والعلم، وذلك في كتاب الله، مضمون على أتم الوجوه وأكملها، وأما ما سواه من الكتب التي لا ترجع إليه فلا تطمئن بها، بل لا تزال قلقة من تعارض الأدلة وتضاد الأحكام. هذا من معاني(٢).
في المراكز التعليمية الخاصة بالعسكريين –من كليات ومعاهد-تقيم جمعية تحفيظ القرآن حلق تحفيظ في غير التعليم النظامي، ونلاحظ في شرائح الاستبانة أن هذه الحلقة كان لها الأثر الايجابي في التحصيل العلمي وزيادة في المستوى التعليمي، وقد يكون هذا من مفاهيم الخيرية الواردة في الحديث عن النبي - ﷺ - قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)(٣).
(٢) تفسير السعدي - ١/٣٧٢ (بتصرف).
(٣) صحيح البخاري –باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه- رقم الحديث (٤٦٣٩).