ومقابلها تحذيرات من القبائح، وتقنين للحدود الزاجرة المنجية من الانزلاق إلى المهاوي والوقوع في المخاطر، والأشياء تتميز بالأضداد: فمنها ما يختص بالفرد: كالكذب و الإسراف والكبر والغرور والخداع و البخل والغلظة والفحش والصخب والفخر والبطر والرياء ونحو ذلك، ومنها ما يختص بالمجتمع: كالخيانة والغدر والظلم وشهادة الزور والتنابز والحسد والنفاق والخداع والغيبة والنميمة والسخرية ونكث العهد والهمز واللمز وظن السوء ونحو ذلك (١).
قال تعال ( فنجعل لعنة الله على الكاذبين (٢) وقال (إنه لا يحب المسرفين (٣) وقال (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين (٤) وقال (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا(٥) وقال (ويل لكل همزة لمزة (٦) وغيرها من الآيات.
فكل توجيهات القرآن الكريم من حث على امثتال وتحذير من قبائح وفضائح، فصّلت لتتربى النفس البشرية على الجادة، وتسير على الاستقامة، والعدل والاستقرار، مستشعرا بطمأنينة الحال، وراحة البال.
المبحث الرابع
تهذيب القرآن الكريم لتعامل المسلم مع الآخرين
إذا امتثل المسلم وتخلق بأخلاق القرآن الكريم وتربى عليها وطور نفسه إلى المعالي حَسُن له التعامل مع كل أفراد المجتمع بكل احترام وتقدير ومودة مراعيا شعورهم بعيدا عن الغل والحسد، وهي جوانب تربوية، ويكون الحديث عنها في المطالب التالية:
المطلب الأول: التربية القرآنية في التعامل مع ولي الأمر.

(١) انظر المنهاج القرآني للدكتور عبد الستار فتح الله سعيد ٤١٧.
(٢) سورة آل عمران الآية رقم ( ٦١ ).
(٣) سورة الأنعام الآية رقم ( ١٤١ ).
(٤) سورة الإسراء الآية رقم ( ٢٧ ).
(٥) سورة الحجرات الآية رقم ( ١٢ ).
(٦) سورة الهمزة الآية رقم ( ١ ).


الصفحة التالية
Icon