الإنسان بحاجة إلى الراحة النفسية والطمأنينة الذاتية، إذ تأتي آيات القرآن الكريم ليربيه على الحياة المستقيمة وليسود الود بين أفراد الأسرة، قال الله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة (١) وبسبب عصمة النكاح يعطف به بعضهم على بعض من غير أن يكون بينهم قبل ذلك معرفة، فضلا عن مودة ورحمة (٢) قال تعالى (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات (٣).
وهو الكريم المتفضل الرحيم بعبده، جعل بينه وبين زوجه ما يسكن ويطمئن ويرتاح أحدهما إلى الآخر، ومهما بذل المرء من جهد فهباء دون قدرة البارئ (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم (٤) ).
الإحسان إلى الوالدين:
يربط القرآن الكريم المرء مع والديه بتوجيهه للإحسان إليهما، لعظم حقهما، ولاحتياجهما إلى من يقوم برعايتهما والاهتمام بشئونهما، قال الله تعالى (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا (٥) وقال (وبالوالدين إحسانا وبذي القربى (٦).
وأنهما بحاجة إلى رعاية وإحسان أكثر في حالة الكبر ففي آيات القرآن الكريم تأكيد لهذه المرحلة (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما (٧).
(٢) انظر فتح القدير ٤/٢١٩.
(٣) سورة النحل الآية رقم (٧٢)
(٤) سورة الأنفال الآية رقم (٦٣)
(٥) سورة الأحقاف الآية رقم (١٥) وفي سورة العنكبوت الآية رقم ٨ (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ).
(٦) سورة النساء الآية رقم (٣٦)
(٧) سورة الإسراء الآية رقم (٢٣)