فتأتي الآيات القرآنية بعد العبادة والنهي عن الشرك به، بالوصية بالإحسان للوالدين، فقال تعالى (وبالوالدين إحسانا) وهذا يعم كل إحسان قولي وفعلي مما هو إحسان إليهما، لعظم حقهما وفضلهما على الابن من حسن رعاية وكرم تربية، وفيه النهي عن الإساءة إلى الوالدين، أو عدم الإحسان والإساءة (١).
الإحسان إلى ذي القربى:
من التربية القرآنية لترابط المجتمع الوصية بالإحسان إلى ذي القربى، فقال (وبذي القربى) أي وأمرناهم بالإحسان إلى القرابات بصلة أرحامهم، أو بصاحب القرابة من أخ أو عم أو خال أو نحو ذلك (٢).
وقال ابن كثير: هم قرابات الرجل وهم أولى من أعطى من الصدقة، كما ثبت في الحديث: (الصدقة على المساكين صدقة وعلى ذوي الرحم اثنتان صدقة وصلة (٣).
ويتبع هذا التوجيه تكميلا للتربية نهي عن الإفساد في الأرض عموما، وعن قطع الأرحام خصوصا، بل وقد أمر الله تعالى بالإصلاح في الأرض، وصلة الأرحام، وهو الإحسان إلى الأقارب في المقال والأفعال وبذل الاموال (٤) قال تعالى (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم (٥) ).

(١) انظر تفسير السعدي ٥٧ –٥٨.
(٢) تفسير أبي السعود ٢/١٧٦، و تفسير القرطبي ٢/١٤.
(٣) رواه ابن حبان في صحيحه، في كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، ذكر البيان بأن الصدقة على ذي الرحم مشتمل على الصلة والصدقة. انظر الإحسان ٥/١٤٣.
(٤) ينظر تفسير ابن كثير ٤ /١٧٩ –١٨٠.
(٥) سورة محمد الآية رقم (٢٢)


الصفحة التالية
Icon