وفي الصحيح عن أبي هريرة، عن النبي – ﷺ – قال: (خلق الله تعالى الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن (١) - عز وجل - فقال مه ؟ فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال تعالى: ألا ترضين أن أصل من وصلك ؟ وأقطع من قطعك ؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك) قال أبو هريرة - رضي الله عنه - اقرؤوا إن شئتم (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) (٢).
فالوصايا الربانية برعاية أقرب الناس إلى المرء فيها تربية لصلاح الفرد والمجتمع، وليسود السكينة والأمان والهدوء والاطمئنان.
المطلب الثالث: تعامله مع الأباعد.
من شمول التربية القرآنية لترابط المجتمع التوجيه بالاهتمام بالجيران والإحسان إليهم على اختلاف درجاتهم ومستوياتهم، كما فصّل الرسول - ﷺ – أحوالهم ومقادير حقوقهم، والثواب المترتب على ذلك، فقال: (مَنْ كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ (٣) وقال تعالى (والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب (٤) فينبغي للجار أن يتعاهد جاره بالهدية والصدقة والدعوة واللطافة بالأقوال والأفعال وعدم أذيته بقول أو فعل (٥).
(٢) رواه البخاري (واللفظ له) في صحيحه في كتاب التفسير، باب وتقطعوا أرحامكم، الصحيح مع الفتح ٨ /٥٧٩-٥٨٠. ومسلم في صحيحه في كتاب البر والصلة والآداب، باب صلة الرحم وتحريم قطعها ٤/١٩٨٠-١٩٨١.
(٣) هذا جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه، في كتاب الإيمان، بَاب الْحَثِّ على إِكْرَامِ الْجَارِ وَالضَّيْفِ صحيح مسلم ١/٦٨.
(٤) سورة النساء الآية رقم (٣٦)
(٥) انظر تفسير السعدي ١٧٨.