فمن حسن التربية إثبات الحقوق لهم، وإزالة كل الفروق البشرية بينهم من نسب أو أي اتصال بسبب، كما اهتم بأفراد آخرين في المجتمع وهم (اليتامى والمساكين وابن السبيل والمملوك والسائلين) قال الله تعالى ( وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم (١)
وأما المماليك الذين يملكهم الإنسان من الأرقاء لم يجعلهم بمعزل عن الناس، بل على المالك أن يحسن معاملتهم ويهتم بكل شئون حياتهم، بل أمر المسلم في جملة من الكفارات أن يكفر بعتق العبيد، مثل كفارة القتل والظهار والأيمان، كما وجهه بالقيام بمساعدة المكاتبين منهم، إذ قال تعالى حينما عدد بعض الأفراد الذين يستحقون العطيات من الصدقات وغيرها (وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب(٢) والقرآن الكريم يهتم ببعض المذكورين وغيرهم في بيان قسمة الصدقات، كما أشاد ببعضهم في تقسيم الفيء والغنائم لأنهم لا ينفصلون عن المجتمع بحال من الأحوال.
والاحسانُ إلى كل من ذكر بما يليق به طاعةٌ عظيمة، ويخص القرآن الكريم بعضهم بمزيد عنايةٍ رفعةً لانكسار قلوبهم وتقديرا لمعاناتهم الاجتماعية لقلة ذات يدهم، وفي هذه التوجيهات الربانية تربية للمسلم وترقية له نحو سموّ النفس بالتعايش السلمي مع كل فئات المجتمع، فكان فيه الاهتمام بجميعهم، لأن المسلم لا يعيش بعيدا عنهم بل واقع بينهم، فهم من إخوانه أو أبناء عمومته، أو أبناء أخواله أو نحوهم، ولا يخلو مجتمع أو بلدة من هؤلاء الأصناف، فالمسلم فرد منهم، فيربيه القرآن الكريم مهتما بهم راعيا شئونهم وشعورهم، والوضع الاجتماعي من اليسر والعسر.
المطلب الرابع: تعامله مع غير المسلمين.
(٢) سورة البقرة الآية رقم (١٧٧)