أفراد في المجتمع يعيشون مع المسلم بل يسكنون بجوارهم، وقد يتعامل معهم في شئء من أمور الحياة، فيوصي بهم القرآن الكريم مراعيا حالتهم ومبرزا هدي الإسلام في عدم معاداتهم، ففي قوله تعالى (والجار ذي القربى) أى الذي قرب جواره، وقيل: الذي له مع الجوار قرب واتصال بنسب أودين، (والجار الجنب) أى البعيد، أو الذى لا قرابة له، وذكر في الجار الجنب أقوال :
أحدها: أنه الغريب الذي ليس بينك وبينه قرابة، وقيل: الرفيق في أمر حسن؛ كتعلم وتصرف وصناعة وسفر، فإنه صحبك وحصل بجانبك، ومنهم من قعد بجنبك في مسجد أو مجلس، أو غير ذلك من أدنى صحبة الْتأمت بينك وبينه(١).
وقال أبو إسحاق عن نوف الشامي في قوله ( والجار ذي القربى ) يعني الجار المسلم، (والجار الجنب ) يعني اليهودي والنصراني (٢).
قال الطبري: والأولى في ذلك بالصواب قول من قال: معنى الجنب في هذا الموضع الغريب البعيد مسلما كان أو مشركا يهوديا كان أو نصرانيا لما بيّنا قبلُ، أن الجار ذي القربى هو الجار ذو القرابة والرحم، والواجب أن يكون الجارُ ذُو الجنَابةِ الجارُ البعيدُ ليكون ذلك وصية بجميع أصناف الجيران قريبهم وبعيدهم (٣).
المبحث الخامس
تربية القرآن الكريم لنفسية المسلم على التأثر والتأثير

(١) ينظر تفسير ابن كثير١ /٤٩٥ – ٤٩٦.
(٢) ينظر المصدر السابق.
(٣) تفسير الطبري ٥/٨٠.


الصفحة التالية
Icon