في القرآن الكريم ما يربي النفس البشرية وينمي مداركها للاستقامة على الطريق السوي، ففيه تنمية مدارك النفس بالاعتبار بالأمثال، وكشف لحقائق الآخرة وبيان لمصير الفريقين ليختار المرء ما يكون فيه تربية نفسه على التقوى والصلاح والهدى والرشاد، وتهذيب النفس بالترغيب والترهيب، وفيه تقوية للكثير من جوانبها بالاعتبار بالقصص، كما فسح المجال لعقله ليجول بفكره في مخلوقات الله تعالى ومجالات أخرى، أحرى بالمرء أن يسير على خطى واضحة نحو الاستفادة من الدروس والعبر، وحينما تتربى الأمة على معاني القرآن الكريم وهديه بالمفهوم الشامل يكون المجتمع أكثر هدوءا. ويكون الحديث عن هذه الجوانب في المطالب التالية:
المطلب الأول: التأثر بالأمثال القرآنية.
ضرب الأمثال في القرآن يستفاد منه أمور كثيرة؛ التذكير والوعظ والحث والزجر والاعتبار والتقرير وتقريب المراد للعقل وتصويره بصورة المحسوس، فإن الأمثال تصور المعاني بصورة الأشخاص، لأنها أثبت في الأذهان لاستعانة الذهن فيها بالحواس، ومن ثم كان الغرض من المثل: تشبيه الخفي بالجلي والغائب بالشاهد(١) ففي آيات القرآن الكريم توجيه أصحاب العقول للاعتبار فقال تعالى (فاعتبروا يا أولي الأبصار (٢).
(٢) سورة الحشر الآية رقم (٢)