وحقيقة المثل: إخراج الأغمض إلى الأظهر، وهو قسمان؛ ظاهر وهو المصرح به، وكامن وهو الذي لا ذكر للمثل فيه، وحكمه حكم الأمثال (١)، فالقرآن الكريم يشتمل على أمثال متعددة عرضت بأساليب مختلفة روعيت فيها اختلاف تصورات البشر ومداركهم الحسية والمعنوية، فمنها أمثال ضربها الله تعالى لعباده، إذ بين الله تعالى حال الذين ظلموا أنفسهم فقال تعالى (وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال (٢) وقال أيضا (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون (٣) وهي كثيرة وفيها دروس وعبر وحِكم وتبيين للوقائع وإظهار للخبايا والمكمون؛ ففيها تربية وتنقّل بالنفس البشرية إلى ما هو أنفع وأجدى، وفيها تأثير ليبتعد عن الشر والرذائل.
وقد جاء القرآن الكريم بتوجيه النبي الكريم – ﷺ - بأن يعرض لأمته الأمثال تقريبا للأفهام وتوجيها لها نحو الغاية والعاقبة المحمودة، فقال تعالى: (واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا (٤) وقال أيضا ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا (٥) )
(٢) سورة إبراهيم الآيتان رقم (٣٤-٣٥)
(٣) سورة العنكبوت الآية رقم (٤٣)
(٤) سورة الكهف الآية رقم (٣٢)
(٥) سورة الكهف الآية رقم (٤٥)