ولقد قال أنس: (والله لقد خدمته تسع سنين، ما علمته قال لشيء صنعته، لم فعلت كذا وكذا، أو لشيء تركته هلا فعلت كذا وكذا (١) ) لأنه يطبق تعاليم القرآن الكريم وهديه التربوي.
هذا والمجتمع الإسلامي في شتى أقطار الأرض بحاجة إلى تعاليم هذا القرآن الكريم، ليتربوا ممتثلين لخالقهم مطبقين توجيهاته، لأن البشر – مهما نبغوا وتفوقوا– لا يدركون الحقائق التي فيها مصالحهم ومنافعهم، ولقد عُلِم أن كثيرا من القوانين الوضعية لا تصلح للبشر بعد تطبيقها، و ظهور عدم صلاحيتها، أو حدوث الضرر والمشاكل والفضائح التي لا يمكن الخلاص منها.
ومن ثم تبرز قيمة التعاليم التربوية التي يشتمل عليها هذا القرآن الكريم، وأنها صالحة لكل زمان ومكان، ثم تأتي ضرورة إبراز محاسن التربية القرآنية، كما تظهر ضرورة إقامة مثل هذه الملتقيات أو المؤتمرات للتدارس فيما بين المختصين لإيجاد السبل الكفيلة لتوجيه الناس إلى هذه المعالم التربوية، وإقناعهم بشموليتها لكل نافع في الدنيا والآخرة.
ويظهر – والله أعلم – بأن الملتقيات أو المؤتمرات تدخل ضمن الشورى الذي دعا إليها هدي القرآن الكريم في قول تعالى (وأمرهم شورى بينهم(٢).
وأثر عن الحسن البصري قوله (والله ما استشار قوم قط إلا هدوا لأفضل ما بحضرتهم، ثم تلا (وأمرهم شورى بينهم) (٣).
ومن هذا المنطلق أحببت المشاركة في الملتقى ببحث وعنوانه (التربية القرآنية وأثرها على الفرد والمجتمع) وجاءت الخطة حسب التالي:
مقدمة وتمهيد، ثم خمسة مباحث وخاتمة.
المقدمة: بينت فيها سبب المشاركة في هذا الملتقى بهذا البحث، وأن المجتمع بحاجة إلى اقتباس المبادئ التربوية من القرآن الكريم.
(٢) سورة الشورى الآية رقم ( ٣٨ )
(٣) رواه البخاري في الأدب المفرد ١/١٠٠.