ففي القرآن الكريم ترغيب في الإيمان ودار القرار، وترهيب من الكفر والنار، قال الله تعالى (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون(١) وقال (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون (٢) ليأخذ بالنفس البشرية إلى الاستقامة، والعدل والاستقرار، والشعور بالطمأنينة والراحة، ويشيّن عليه الظلم و الاعتداء.
المطلب الرابع: الاستفادة من العبر المستنبطة من القصص القرآني (٣).
للقرآن الكريم منهج واضح - في عرض قصص الأنبياء والمرسلين أو عرض حالات بعض الأفراد من الأمم السابقة – والقصص هي الأخبار المتتبعة (٤) وفيها أهداف تربوية سامية، لأنها تعرض بكل واقعية وصدق، وفي وقائعها تربية للبشرية التي تهتدي بتعاليم القرآن الكريم، وفيها عبرة للملوك في بسط العدل، كما فعل يوسف - عليه السلام- ولأهل التقوى في ترك ما تراودهم النفس الشهوانية عليه، وللمماليك في حفظ حرم السادة، - ولا أحد أغير من الله تعالى، ولذلك حرم الفواحش - وللقادرين في العفو عمن أساء إليهم، ولغيرهم في غير ذلك (٥)، قال الله تعالى (لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الأبصار ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون (٦).

(١) سورة السجدة الآية رقم (١٨)
(٢) سورة القصص الآيتان رقم (٨٩-٩٠ )
(٣) هناك رسالة مسجلة بعنوان (العظات والعبر من قصص الأنبياء في القرآن الكريم) في كلية التربية للبنات بمكة المكرمة، في مرحلة الدكتوراه، بإشراف الباحث د. محب الدين واعظ.
(٤) انظر المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ٤٠٤.
(٥) روح المعاني ١٣/٨٣.
(٦) سورة يوسف الآية رقم (١١١)


الصفحة التالية
Icon