والأنبياء كثيرون منذ بدء الخليقة ختما بخاتمهم وسيدهم نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام - وقصصهم متفاوتة ذات مناحٍ مختلفة، فللقرآن الكريم منحاه الخاص في عرض قصص الأنبياء، الذين ورد ذكرهم دون الباقين، وقد قال الله تعالى (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك (١)
فالجوانب التربوية في القصص القرآنية كثيرة، تأثر بالنواحي الإيمانية المنصوص فيها، وبالجوانب الأخرى التي تستنبط منها، وفيها دلالات واسعة يزداد المسلم إيمانا ويقينا ومعرفة للرب - جل شأنه – ويقف على حقيقة النصر من الله وأنه للمؤمنين، والخذلان لغيرهم، بحكمة لايدركها العقل البشري، إلا بوحي من رب العالمين.
المطلب الخامس : التفكر في الآيات الكونية.
من التربية القرآنية لنفسية المسلم التي تهتدي بهدي القرآن الكريم، أسلوب جديد فيه أسرار، إذ به يعرف كيف يتطور الإنسان بنفسه حتى يصل إلى الهدى والاقتناع، ألا وهو: التفكر في خلق الله تعالى وفي الآيات المبثوثة في الكون، والكامنة في الأنفس، وقد أثنى الله تعالى على الذين يتفكرون فيها، لأنهم بالتفكر يصلون إلى بعض الحقائق عن الخالق والمخلوق، حتى يتطور فيلهج لسانه بالاعتراف بوحدانيته وربوبيته، ثم يرتقي فكره فيعلم أنه عاجز عن أداء حق الله تعالى على الوجه المطلوب فيخاف المؤاخذة ويطلب النجاة والأمن قال الله تعالى ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا (٢).
(٢) سورة آل عمران الآيتان رقم (١٩٠-١٩١)