منهج آخر يبينه لنا القرآن الكريم، ألا وهو أن الحوار يدعو إلى الإيمان وقد بدأ هذا المنهج واضحا في كثير من آيات القرآن الكريم بغض النظر عن النتيجة من هذا الحوار، إلا أنه بداية يوجهنا نحو العقيدة الصحيحة نحو القضية الإيمانية ألا وهي: قضية التوحيد، وهذا ما نلحظه واضحاً في كثير من قصص الأنبياء في القرآن الكريم. فهذا يوسف عليه السلام وقد طرحت عليه الرؤى المنامية من صاحبيه في السجن إلا أنه يستغل هذا الموقف لصالح الدعوة إلى الإيمان الصحيح والتوجه الحقيقي نحو الإله الحق فيحدثنا القرآن بقوله:
}يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ*مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ{.
إذن فاستخدام الحوار في الدعوة إلى الإيمان منهج قرآني عظيم.
حيث إن القرآن الكريم عرض لنا نماذج واضحة لهذا المنهج من خلال:
١- حوار الأنبياء عليهم السلام مع الطواغيت مثل ما حدث في حوار شعيب عليه السلام مع قومه، حوار إبراهيم عليه السلام مع النمرود.
٢- حوار المؤمنين مع الطواغيت وتتمثل في حوار مؤمن آل فرعون وكذلك حوار مؤمن أنطاكية في مشهدين عظيمين من القصص القرآني.
٣- حوار أهل الكتاب:
وقد بين لنا القرآن الكريم منهاجاً حوارياً عظيماً من خلال حوار مع اليهود والحوار مع النصارى عبر آيات القرآن العظيمة.
ثالثاً : المنهج العقلاني في الحوار:


الصفحة التالية
Icon